أختي الكريمة: ما يعزز من مخاوف الإنسان بالشيء هو طريقة تفسيره وتحليله، فالمشكلة بحد ذاتها هي مشكلة قائمة ولكن يأتي دور الإنسان في مقدار ما يعطيه من حجم لهذه المشكلة، فالموت حق، وكلنا عاجلاً أم آجلاً سوف نموت، ولكن هذا لا يعني أن يسيطر التفكير بالموت على عقولنا، فنحن بذلك سوف نقف مقيدين لا نقوى على فعل شيء في حياتنا اليومية، وهذا ما لم يأمر به ديننا الحنيف، لذا عليك أن تمارسي حياتك بشكل طبيعي، وأن تتذكري الموت لكي تعملي لتلك اللحظة التي لا ينفع فيها مال ولا بنون، حيث يتعين على العبد أن يكون معتدلا في جميع أموره، فيجعل الموت نصب عينيه لينشط للطاعات، ويكثر التوبة والإنابة إلى الله، ويبتعد عن المعاصي حتى لا يبغته الموت وهو يقارف المنكرات فيبوء بسوء الخاتمة أعاذنا الله، ولا ينبغي للعبد أن يفرط ويتجاوز حد الاعتدال فيصبح التفكير بالموت مسيطرا على عقله وشاغلاً له عن مهامه ونشاطه اليومي في الحياة الدنيا. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذمِ اللَّذَّاتِ» يَعْنِي الْمَوْتَ، وهذه وصية منه صلى الله عليه وسلم لما يعلم من أهوال الموت، وسكرات الموت، فإن من أكثر ذكر الموت صغرت الدنيا في عينيه، وهانت في نفسه؛ ففي ذكر الموت علاج الأبدان ودواء الأنفس، وتربية الطباع، وزكاء النفوس. - إحلال الأفكار الإيجابية بدل الأفكار السلبية، مثال: بدلاً من أن أقول أني سوف أموت قريباً، أقوم بقراءة سور من القرآن الكريم، وأقول الأمر كله بيد الله وأتوكل عليه...